هو حالة استثنائية في كرة القدم الأوروبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فمدرب يظل أكثر من 29 عام في عالم التدريب لا يفوز بلقب دوري واحد او انجاز كبير على الرغم من تنقلاته الكثيرة بين أكثر من نادٍ ودوري مختلف، ليعود من بعيد وبفريق مغمور ويحقق أهم وأكبر البطولات والانجازات ويقهر المستحيل ويتحدى المنطق والتاريخ ويكسر كل ثوابت كرة القدم، ويحقق المعجزة ويفوز بالدوري الأقوى والأكبر بالعالم البريميرليج، إنه الداهية المخضرم والثعلب الإيطالي كلاوديو رانييري.
فيعد أن اتهم بالفشل والضعف وكبر السن وحتى وصل الامر للطرد من مسئولي الكرة باليونان منذ أقل من عام مضى، عاد رانييري ليثبت قيمته الكبيرة امام العالم أجمع ، ويقهر مليارات الكبار وحيتان الدوري الإنجليزي، ويحطم كل المعوقات التي وقفت في طريقه ليتوج بلقب الأثرياء، بمجموعة من اللاعبين لا تتعدى قيمتهم السوقية نصف نادٍ من البيج تيم بإنجلترا او حتى ربع فريق مدجج بالنجوم كريال مدريد او برشلونة او بايرن ميونيخ.
رانييري الذي خاض تجارب كثيرة ومختلفة مع أندية كثر خلال مسيرته التدريبية الكبيرة، لم يتوج خلالها سوى بـ 4 القاب فقط جميعها كؤوس مع فيورنتينا وفالنسيا مثل كأس الملك بإسبانيا وكأس إيطاليا والسوبر الأوروبي والسوبر الإيطالي فقط، خلال 14 نادٍ ومنتخب وحيد قام بتدريبهم في مسيرته التدريبية.
فكانت عودته مذهلة ومن الباب الكبير وفاجأ وأدهش الجميع، ولم يكن يتوقع أحد على وجه الكوكب بأكمله أن ينتهي موسم ليستر سيتي بهذا الشكل الدرامي المدهش، لقد وضع رانييري خبرات السنوات الطوال جميعها مع ليستر في هذا الموسم التاريخي، وقدم نموذجاً أكثر من رائع لكيفية إعداد فريق لمسابقة كبيرة كالبريميرليج فنياً وبدنياً وتكتيكياً، وخلق من هذا الفريق الصغير عملاقاً كبيراً يطيح بكل من يقف أمامه بشكل لا يصدق للكثيرون.
لقد أثبت الرجل الإيطالي أنه لا يوجد شيء مستحيل في كرة القدم، فالعمل الجاد والشاق والتفاني وبذل قصارى الجهد لا يقابل سوى بالنجاح والتتويج في النهاية مهما كانت الظروف والمعوقات، وكسر كل قوانين وثوابت واعراف كرة القدم، ورد بشكل قوي للغاية على كل من شكك في قدراته ولو ليوم واحد، إنه المعجزة والمدهش والذي يستحق كل الاعجاب والتقدير كلاوديو رانييري.
المصدر : هنا